الإعلام الموالي وعقدة الكراهية تجاه الجنوب ..!

صالح أبوعوذل

كاتب جنوبي بارز




يتعامل مراسلو القنوات العربية والدولية في عدن مع الاحداث بجهوية مقيتة ومريضة، قد يقول البعض انها سياسة تلك القنوات، ولكن بعض القنوات ليس لها أي سياسة عدائية مع الجنوب، لكنها تفضل نقل الوضع بحيادية، وهو ما يدفع الكثير من مراسل وسائل الإعلام (كلهم يمنيون شماليون) الى تبني خطابا مناهضا للجنوب، وسوف اذكر لكم الكثير من الأمثلة.


ربما الوضع يختلف نوعا ما مع الإعلام السعودي، او بالأخص مع قناة العربية والحدث، لكن في كل الأحوال السياسة الإعلامية للكثير من القنوات ليست عدائية بشكل الذي يسوقه المراسل لتلك الوسيلة تجاه الجنوب.


أتذكر مرة، مراسل صحيفة عكاظ وهو يمني كان يعمل فراشا في الصحيفة، طلبت منه هيئة التحرير ان يكتب خبرا عن وساطة حكومية لنزع سلاح الحوثي في صعدة، بس الأخ ربما لديه عقدة من الجنوب، راح كتب "محافظة صعدة الواقعة في جنوب اليمن"، ولتصديق ذلك يمكن أي واحد البحث عن "(صعدة) جنوب اليمن"، ليتأكد له كيف أصبحت محافظة في اقصى شمال اليمن الشمالي في الجنوب وقريبة من العاصمة عدن.


مشكلة قناة العربية وصغيرتها قناة الحدث انها تتعامل وفق توجيهات عليا من جهاز المخابرات الذي يعتمد على تقارير تعدها اللجنة الخاصة السعودية المكلفة بالملف اليمني، وحتى باختيار الضيوف الذين تستضيفهم قنوات السعودية للحديث عن الحرب او أي حدث سياسي.


طبعا إلى اليوم، لم ادر ما هي مشكلة اللجنة الخاصة السعودية مع الجنوب، لكن الذي اعرفه ان السفير محمد آل الجابر بات ينفذ سياسة خبيثة تجاه الجنوب، لا لشيء ولكن لكي يراضي أصحاب "التهديد بقتال السعودية ولو اضطرهم الأمر الى الخروج من الإسلام"، يراضي من يختطفون الجنود، ومن يقصفون الطائرات السعودية ويقتلون الضباط في مأرب وغيرها.. والا ما هو التفسير الموضوعي لحالة الخصومة السياسة تجاه الجنوب الذي لولاه لما عاد آل الجابر للتمخطر في المهرة وعدن وحضرموت.


في مارس 2016م، حين انطلقت عمليات قوات الحزام الأمني ضد عناصر الإرهاب في المنصورة، فوجئنا ان قناة بي بي سي العربية، كبرى القنوات الدولية تنقل الخبر على انه اشتباكات بين قوات الشرطة الموالية للرئيس هادي والانفصاليين الجنوبيين من الحراك الجنوبي.


يومها تواصلت مع إعلاميين في القناة، وراسلتهم على صفحاتهم وبعثت لهم بأخبار وتقارير كتبتها وقلت لهم أنى على بعد أمتار قليلة من موقع الاشتباكات، واشرت عليهم البحث في تقارير عربية عن ما يحصل، وتواصلت يومها مع ناشطين جنوبيين في لندن، واطلعتهم على كل التفاصيل.


في ذات الوقت قال لي احد العاملين في القناة ان الخبر ارسله مندوب القناة في عدن، واخبرني عن اسمه، لكنه طلب مني تجاهل الأمر، لأن القناة سوف تحذف الخبر، وبالفعل تم حذف الخبر من موقع القناة على الانترنت.


يومها سألني البعض من أرسل الخبر للقناة، قلت انه ربما يكون مراسلها، وذهب البعض الى الهجوم على مراسل القناة عبدالله غراب، المتواجد في قرية ريفية بإب جنوب صنعاء، في حين ان معد الخبر يقيم الى اليوم في عدن، ووعدت نفسي بعدم الكشف عن اسمه ما لم يكرر ما فعله من تزوير.


الحرب الإعلامية التي تشن ضد الجنوب، ليست كلها ممولة من قطر وإيران، بل البعض منها تموله السعودية عن طريق السفير محمد آل الجابر الذي يوهم نفسه بانه اصبح الحاكم الفعلي للجنوب المحرر، فهو يتحرك في المهرة وشبوة وحضرموت ويستقبل الرئيس (هادي) وكأنه صاحب الأرض والسلطة.


لو يسأل السفير آل الجابر نفسه.. ماذا نريد من الجنوب؟ ما هو مشروع السعودية في الجنوب، او ماذا تريد، لادرك ان مصلحة السعودية في بقاء الجنوب حليفا، لا عدوا، كما تصر وسائل إعلامه.


ولكن، طالما وآل الجبار سيظل سفيرا للسعودية، فتوقعوا تتغير قناعات الكثير من الجنوبيين تجاه السعودية التي أصبحت تصرفات لجنتها الخاصة تخدم الانقلابيين في صنعاء، فكل ما حاول الجنوبيون الدفع نحو هزيمة الحوثي، ظهرت لنا قنوات ووسائل إعلام السعودية او تلك التي تمولها وتبث من أراضيها بخطاب عدائي.


 ايعقل ان السعودية التي تقود تحالفا عربيا لهزيمة الحوثيين الموالين لإيران، تسمح لمسؤول يمني ان يهدد من وسط العاصمة السعودية الرياض بالتحالف مع إيران ان لم يتم تسليم الجنوب لهم.


لسنا ضد السعودية، بل اننا الأصدق في الدفاع عن المشروع العربي الذي أطلقه الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحت أسم "عاصفة الحزم"، لكن تصرفات اللجنة الخاصة والسفير آل الجابر بحاجة إلى مراجعة عاجلة.

ويكفي..


http://bit.ly/2UOBK56


تم عمل هذا الموقع بواسطة