نازح سياحي ..!

خالد شوبه

إعلامي جنوبي




كنا ولازلنا في الجنوب من الشعوب المحافظة على حق الجوار وحقوق الجيرة نظراً لتركيبة مجتمعنا الجنوبي المدني والقبلي الريفي المحافظ على عاداته وتقاليده المتوارثة والمتعاقبة جيلاً بعد جيل .


وساعد ذلك التنوع بين المدنية المحكومة بالقانون والشروع القبلية الاصيلة في الارتقاء بالجانب الانساني وحافظ نوعاً ما على حق المستجير بما يصون كرامته وإنسانيته وان اختلفت في ذلك المسميات من شارد موت او نازح او لاجى او مستجير او غيره.


وكغيره من شعوب العالم ، عانى أبناء الجنوب من ويلات الحروب والصراعات الدموية و الازمات السياسية الكارثية المتعاقبة والفتن الممولة على أرضه ودفع في ذلك اثمان مضاعفة وخسائر لا حصر لها ، وتضررت انسانيته الى حداَ بعيد وذاق فيها مرارة النزوح واللجوء والتشرد وسلبت منه ابسط حقوق الانسانية والعيش الكريم.


ومع الاعتذار للقارى الكريم عن هذة الاسهاب في المقدمة التي رأيت بمنظوري الشخصي ضرورة عرضها ..


بالامس الغريب شاهدت بأم عيني العشرات من السيارات الفارهة و المتنوعة وعلى متنها الكثير ممن حملوا مسمى النزوح وشاردي الحرب وغيرها من العائلات المحمية ” بشبابها ورجالها ” تغادر العاصمة عدن صوب محافظات الشمال لغرض قضاء اجازة عيد الاضحى المبارك في قراهم ومدنهم الشمالية التي سُجلت في السابق مناطق منكوبة ، ومن ثم العودة بعد انقضاء الاجازة الى عدن بكل تاكيد .


اهاااااا…!

الم يكن هؤلاء نازحي الحرب المدمرة على محافظاتهم بالشمال ..؟

اليس هؤلاء من تشدق فيهم المتشدقون ونسجوا في ذلك خيوط الحكايات والروايات عنهم وعن منعهم من دخول محافظات الجنوب تحت مسمى شاردي موت ونازحي حرب ولاجئي انسانية ووو ..؟


كيف تحول هؤلاء المنكوبين بقدرة قادر الى نازحي سياحة ومشردون تحت الطلب ..؟


لسنا ضدهم ولا ضد الوقوف معهم ومساعدتهم في محنتهم اياً كانت ، فقد عرفنا مأسي النزوح حين شردت عائلات جنوبية كثيرة من منازلها و خاصة سكان العاصمة عدن اثناء حربي القوى الشمالية لاحتلال الجنوب في عامي 94 و 2015 م وماجرى بينهم من قمعاً واضطهاد وعانى الجنوبيين في ذلك ماعانوه وتحملوا ما لايطاق ، .. ولكننا نكتب هنا من باب الحرص والتذكير بالحذر فما يجري في هذا الشأن لا يخلوا من شبهات ملحوظة ان لم تكن المصيبة الكارثية بعينها ..!


ماجرى بالامس ويجري اليوم من تدفق مهول وغير مسبوق لتلك الكتل البشرية من محافظات الشمال والقرن الافريقي الى اراضي الجنوب من نازحين او لاجئين او هاربين او فرارا او غيرها من تلك المسميات و الاعذار دون حسيباً او رقيب ، يثير الريبة والشك الحذر ..!


يجب على الخيرين في قيادة المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية وكل المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية التعاون والتنسيق والتدقيق في حالات النزوح تلك و بمايظمن حق المجير على المستجير ويظمن صون الكرامة وحفظ الحقوق والواجبات والالتزامات الانسانية للجميع بعيداً عن الهوشلية والعشوائية التي كانت سبباً في خروج عدد من تلك المجاميع الشاردة والواردة عن السيطرة الامنية واستغلهم المتربصون وبائعي الضمير الانساني ومروجي الفتن والارهابيون لتنفيذ اجندات الحقت اضراراً جسيمة بالنسيج الاجتماعي الجنوبي وكانت سبباً رئيسياً في أنتشار الجرائم البشعة التي لم نكن نعرفها واخلّت بالامن والسكينة العامة للوطن والمواطن الجنوبي خاصة.


أهداء خاص لكل نازح ولاجئ ..

عيدك مبارك

وتعود من السالمين ، المسالمين



ملحوظة :

كتبت هذا المقال يوم عيد الاضحى المبارك من العام الماضي وتحديدا بتاريخ 26‏/08‏/2018م ..!؟ ولاستمرار الحالة الكارثية لذلك نعيد التذكير به.


إعلام انتقالي العاصمة عدن .


http://bit.ly/2ImX64G


تم عمل هذا الموقع بواسطة